رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


.. اشتاقت إليه ولم تعلم مرارة الخساره الا تلك الأيام ..علمت اليوم في الشركه ان رحلة عمله امتدت لايام أخرى واقتربت من غرفة صغيريها تقاوم دموع اشتياقها لزوجها وألتقطت الهاتف من المربيه
 كريم 
فور ان سمع صوتها تعالت أنفاسه وتمتم بضيق
 مع السلامه يامرام
وأغلق الخط بوجهها لتنظر للهاتف غير مصدقه ان كريم أصبح رجلا قاسېا .. لتطلب رقمه مجددا من هاتف المربية ولكن الهاتف قد غلق 

 لدرجادي ياكريم كرهتني 
ونظرت إلي اعين صغيريها شارده 
 بابا بقي يكرهني اوي 
فحدقت بها المربية بأشفاق .. لتغادر غرفة صغيريها سريعا وتهوي بجسدها علي فراشهما تبكي بحړقة علي ما كانت تظن انها لن تخسره 
........................
يومان مروا على ۏفاة والدهم وهم يأتون للعزاء كالاغراب متحملين نظرات سهير الممتعضه 
وقفت ورد بجانب سيارة جاسم الذي وقف مع أكرم وزوجها ... فقد اتي كنان اليوم معتذرا من شقيقها علي عدم وجوده أمس ..كانت تنظر إليه بأشتياق وحب حتي أنها لم تصعد السياره مع شقيقتها وفضلت الوقوف لرؤيته وكأنها تخبره بدعوة صريحه أنها هنا تريده... لم يقل كنان اشتياقا عنها ولكن قرر ان يتركها كما طلبت منه إلي ان تقرر العوده 
وسار كنان نحوها بعد ان صافح أكرم مخاطبا اياه اذا أحتاج لشئ فليخبره
وتقدم منها ببطئ حتي أصبح أمامها ومال نحو السياره ليقدم العزاء لمهرة التي كانت تود ان تقول لشقيقتها ارحلي مع زوجك 
ثم عاد يطالع زوجته التي ارتمت بين ذراعيه 
 كنان 
فضمھا إليه بشوق يبثها حنانه وبعد لحظات ابتعدت عنه بخجل مدركة اين هي تقف ووجدت أكرم وجاسم يقتربوا منهم ..فنظرت إلى شقيقها الذي هتف وكأنه يترك لها الاختيار
 كنان طيارته بعد ساعه ياورد
فأتسعت عيناها ونظرت اليه ليشير له برأسه مؤكدا منتظرا منها لو تخبره أنها ستأتي معه ولكن كان صمتها هو الاجابه 
وأخفضت عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر ..فأنحني كنان نحو جبينها يلثمه بقبلة حانية وانصرف 
لتنظر هي الي خطاه ثم ضمھا أكرم إليها بحب 
 مدام لسا حاسه نفسك مش قد قرار الرجوع خليكي ياورد 
وخرج أخيرا صوت جاسم بتأكيد 
 أكرم كلامه صح 
وأشار إليها بالصعود للسياره ..ليغادوا تحت نظرات أكرم الواهنة 
فور ان تحركت السيارة بهم... ألتفت مهرة نحو شقيقتها تسألها 
 كنان هيسافر ولا هيفضل في مصر 
فطأطأت ورد رأسها بحزن متمتمه 
 هيسافر 
ثم تابعت وهي تنظر في عين شقيقتها 
 مهرة انا عايزه ارجع شقتنا القديمه اقعد فيها 
وقبل ان تهتف مهرة بشئ.. أتاها صوت جاسم معاتبا 
 ليه ياورد ..حد ضايقك في حاجه ..انتي عارفه اني بعتبرك اختي مش اخت مراتي 
فخجلت ورد منه .. فجاسم بالفعل يعاملها كالشقيقه حتي انه عرض عليها المال لجلب حاجتها مخبرا اياها انها شقيقة له والشقيق يلبي حاجات شقيقته ولكن اكتشف ان كنان يبعث لها المال وكل احتياجاتها من خلال معاذ الذي كان مدير سابق لها في المنتجع 
وهتفت بصدق وامتنان وانتهت 
 نفس شعوري ياجاسم .. انت بالنسبالي زي أكرم.. بس انا محتاجه اقعد في بيتنا القديم كل حاجه وحشتني فيه 
ونظرت إلي مهرة التي تطالعها بصمت إلي ان هتفت
 خلاص انا هاجي اقعد معاكي... مش هسيبك تفضلي لواحدك 
لتتبدل ملامح جاسم للجمود بعد قرار زوجته ..فلمحت ورد ذلك سريعا وهتفت بشقيقتها بنبرة مرحه بعض الشئ
 لاء انتي خليكي مع جوزك ..انا عايزه ارتاح منك شويه تعاليلي الصبح .. وكمان انا بقول عايزه اكون لوحدي 
وكادت ان تفتح مهرة شفتيها وتعترض الا ان ورد تابعت حديثها تطمئنها
 متنسيش اني مش لوحدي في البيت ..استاذ عادل وابلة صفاء هناك 
وانتهت مناقشتهم بذهابها غدا مدام انها مصرة على ذلك
...............
تمددت على الفراش جانبه ..لتجده ألتف بجسده للناحية الأخرى فتعجبت من ابتعده عنها متسائله
 جاسم انت مديني ضهرك ليه 
فأغمض عيناه بحنق منها فلولا ماهي فيه الآن لكان حاسبها على قرارها الذي اتخذته وهم في طريق العوده 
 نامي يامهرة 
فأقتربت منه تميل نحوه تفكر بالشئ الذي فعلته واغضبه
 انا معملتش حاجه تضايقك .. وانت شكلك مضايق مني 
فأعتدل حانقا فهي حتي لا تتذكر خطأها ..تقرر الذهاب مع شقيقتها ناسية ان قراراتها هذه لا بد ان تناقشه فيها
 معملتيش حاجه ..علي العموم نامي يامهرة وعدي الليله ديه علي خير ..ولولا اني عارف اللي انتي فيه وأنك مش بوعيك كنا اتحاسبنا 
فلمعت عيناها بضيق وحدقت به 
 يعني بدل ما تاخدني في حضنك تقولي نتحاسب 
فزفر أنفاسه بقوة وهو يطالعها 
 يعني تاخدي قرار تروحي بيتكم القديم مع ورد وانا قاعد جنبك كأني كرسي 
فأبتسمت بشحوب على تشبيه 
 كرسي
فتأفف من هدوئها 
 لاء انا بقول لانتي تنامي لا انا اسيب الاوضه كلها 
وكاد ان ينهض من فوق الفراش ليترك لها الغرفه الا أنها جذبته نحوه 
 متزعلش مني .. مكنتش أقصد ألغي وجودك 
وهتفت وهي تدفعه نحو الفراش 
 نام وخدني في حضنك وطبطب عليا 
فرفع حاجبيه يطالعها وهي تندس أسفل ذراعه وتضع رأسها على صدره 
 اطبطب عليكي وماله ياحببتي 
وابتسم وهو يجدها مسترخيه على صدره تخبره 
 انا عايزه اعيط ياجاسم ومش عارفه
ادهشه ما تخبره به فتنهد وهو يمسح علي ظهرها 
 عيطي ياحببتي 
فرفعت عيناها نحوه متذكرة ليلة أمس... تخبره أنها تريد ان تبكي ثم ټنفجر في البكاء ..ولم تتعدي الدقيقة
 

تم نسخ الرابط