رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


وشعور جميل داخلها .. لم تعد وحيده هي و ورد 
........................
ضحكت ورد بسعاده وهي تري جواد يقفز في حمام السباحه المغلق ويسبح بمهارة ..لم تكن تتوقع انه بارع هكذا ..
ألن تقفزي ورد 
فأبتسمت ورد وهي ترتشف من كأس العصير 
ورد لا تعرف كيف تسبح 
لينزل الصغير رأسه أسفل الماء كاتما أنفاسه ثم يصعد ثانية .. 

و ورد تتابع حركاته اما بقلق او أندهاش ..فيبدو أنه كان يتمرن من وهو رضيع 
وضحكت علي تخيلها لتلك الفكره ... ونظرت للقاعة المغلقه بأنبهار 
كل حاجه في المنتجع جميله اوي 
وشهقت بفزع وهي تسمع صوت كنان 
يسعدني رأيك بالتأكيد ورد 
وألتفت نحوه بفزع
فزعتني 
فتعجب كنان من الكلمه رغم فهمه وتحدثه بالعربيه الا أنه لا يفهم التعبيرات العامية 
وضحك وهو يري نظراتها الهاربه منه 
أنظري الي ورد 
فنظرت إليه ثم اشاحت وجهها عنه بخجل .. تنظر لجواد وهو يسبح ويبتسم لهم
جواد بارع في السباحه 
فأبتسم كنان لتهربها منه 
شقيقتي كانت تهتم بتعليمه 
وضاقت عيناه وهو يتذكر شقيقته ..فطالعته ورد بعد ان علمت من نبرة صوته عن آلمه 
سيد كنان 
فنظر إليها كنان مبتسما 
انا بخير ورد 
وصدح صوت الصغير يهتف 
اريد انا اقول لك شئ خالو ..أقترب 
فأقترب كنان من المسبح وجاثي علي ركبتيه كي يستمع إليه ولكن جواد جذبه لداخل المسبح بشقاوة
ولحب كنان له الذي يطغي علي أي شئ ..ضحك وهو يقذف قطرات الماء علي وجهه
و ورد تنظر لهم بأعين لامعه ..وقلبها يخفق پجنون فكنان رجلا بمتلك جاذبية طاغية تجعل أنفاسها تتسارع .. فتأملها وهو يبتسم وليته لم يبتسم 
.......................
تجلس في مكتبه تدون علي الحاسوب الشخصي بعض الملفات ..تنظر إلي كل ملف وتري عدد صفحته ثم تكمل عملها بفتور 
كانت في عالم روتيني تبغضه ولكن عليها الصبر العام لن يظل طويلا 
وزفرت أنفاسها بقوه ..جعلته يرفع وجهه عن الأوراق التي أمامه .. ودون شعور منه أخذ يتأملها وهي في تلك الحاله ..وأبتسم عندما رآها تضعط على لوحة المفاتيح الخاصه بالجهاز بقوه 
وأسترخي بجسده علي مقعده .. وبدأت عيناه تجول في تفاصيل ملامحها المتمرده 
وكاد ان يضحك وهو يري أتساع عيناها نحو الملف الذي امسكته للتو كي تشرع في كتابته علي الحاسوب 
وألتفت نحوه فوجدته يطالعها بنظرات عجيبه لم تفهمها وتنحنحت حرجا فجعلته ينتبه لأمره
جاسم بيه 
فأبتسم جاسم بطريقة ساحرة لم تعتادها منه ..فيبدو أنه عندما قال لها أنه قد مل من لعبة القط والفأر هذه التي لا تناسب طباعه لم ېكذب 
مافيش مهرب من الشغل الملفات تتكمل للنهايه يامهرة 
وبنبرة حازمة أنهي كل شئ وعاد لعمله .. فتحولت نظراتها الهادئه الي نظرات حانقة وضعطت علي أسنانها بقوه وهي تقبض علي يديها پغضب
ليرفع عيناه نحوها بعد ان عادت لما كانت تفعله وأبتسم وهو يستمتع برؤية حنقها منه 
...................
لمعت عين مراد وهي يستمع لرقية التي تخبره عن صداقتها بمهرة .. الي الأن لا يعلم سبب أنجذابه لها... ولكن أكثر شئ متأكد منه انه يكن لها مشاعر لم يفسرها قلبه
مراد انت معايا 
فطالعه مراد مبتسما 
معاكي ياستي .. 
ونهض من فوق المقعد الخشبي في الحجرة التي تخصها لرسوماتها 
انا مش عارف ايه اللي شيفاه في شكله .. عشان تقرري ترسميني
فأبتسمت رقية بعد ان مسحت يدها من الألون
بكره لما اللوحه تخلص هتعرف السر 
فضحك مراد وهو يطالعها بحنان
ماشي يالمضه هانم 
...................
أتسعت عين مهرة وهي تري فتاة كعارضات الأزياء بأعين زرقاء وشعر أشقر ترتدي ملابس علي صيحات الموضه ...فوقفت مني مرحبة بها 
سيدة رفيف أهلا بحضرتك نورتي مصر
فأبتسمت رفيف لها وهي تطالع مهرة 
ميرسي مني 
وهتفت وهي تتجه نحو غرفة جاسم 
جاسم منتظرني 
فتمتمت مني وهي تطالع مهرة التي تتفحص رفيف 
اكيد يافندم 
ودلفت لغرفة جاسم .. فأقتربت مهرة من مني متسائله 
مين ديه 
فضحكت مني 
رفيف هانم أخت صديق جاسم بيه ..
وتابعت وهي تنظر لمهرة
حلوة مش كده
فحركت مهرة رأسها 
ولا كأنها طالعه من مجله 
فكتمت مني صوت ضحكاتها
مش معقول يامهرة ..اول مره أشوف ست تقول كده علي ست تانيه من غير ماتغير
فنظرت مهرة لهيئتها وتذكرت هيئة الأخرى 
أغير
ورفعت كتفيها بفخر وأشارت نحو عقلها
الجمال هنا 
لتزداد ضحكات مني وهي تعود لعملها 
رفيف هانم سيدة أعمال ومتخرجه من أشهر الجامعات في أميركا 
وأخذت تعد لها مميزاتها الي ان
شكرا يامدام مني ..انك بتفوقيني من غروري
وعادت علي مكتبها تنظر للحاسوب ومازالت رائحة رفيف تملئ المكان 
ووجدتها تخرج من الغرفه تتباطئ في ذراع جاسم مبتسمه 
لتقع عين جاسم على مهرة التي أخذت تحدق بهم بذهول
ونظر إلي مني
يخبرها 
رفيف هتمسك قسم التسويق لفترة في الشركه يامني عشان حملة الدعاية الجديده 
كانت مهرة تتفحص جسد رفيف وهي تلتصق بجاسم بأعين ثاقبة ولم تنتبه للفنجان الخاص بها الموضوع علي مكتبها... وأنزلق الفنجان لېتحطم 
فألتفت اعين ثلاثتهم علي أثر صوته إليها.
يتبع
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.

الفصل الخامس عشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
أرتبكت من نظراتهم وتمتمت وهي تنحني لتجمع الفوضي التي أحدثتها
 مافيش حاجه ده مجرد فنجان أتكسر 
فأمتقع وجه جاسم وهو يراها تلتقط الزجاج بيدها 
 مهرة أطلبي اي عامل من النضافه هم عارفين شغلهم 
فأمتعضت رفيف من أهتمامه ..وضغطت على ذراعه بتملك
 ألن تريني مكتبي جاسم 
فأبتسم لها وهو يبعد ذراعها عنه .. مشيرا لها بأن تتقدم أمامه 
 أكيد 
ثم ألقي بنظرة أخيرة علي مهرة التي لم ترضخ لأمره وأكملت جمع الزجاج ... فالفنجان قد انكسر لقطع كبيرة مرئية ..
ولوت شفتيها بأستياء 
 كان هديه من ورد 
فأبتسمت لها مني بخبث 
 لو مكنتيش مركزه اووي معاهم مكنش ده حصل 
لترفع مهرة عيناها نحو مني . ونهضت من جلستها بعد ان أنهت ألتقاط شظايا الزجاج 
 كنت بتابع الحوار يامدام مني 
وأنصرفت خارج الغرفة وهي تتمتم بحنق من نفسها 
 لازم تركزي وتفحصي في شكلها غبية يامهرة
........................
انقضت الأيام كما تنقضي بنفس الوتيرة مهرة بعملها الذي تمقته و ورد في عالمها الوردي وعملها الذي أحبته بل عشقته ولم يكن حب عملها الا لقربها من كنان 
وقفت مهرة بملل تطالع رفيف تدلف لغرفة جاسم بعد ان ألقت عليهم تحية الصباح 
 هي ايه الحكايه بالظبط يامدام مني 
فأبتسمت مني وهي تغلق الملف الذي أمامها 
 مالناش دعوه أحنا هنا مجرد موظفين 
فأحتقن وجه مهرة وهي تقترب منها ..متذكرة عجرفت رفيف معها الأيام الماضيه 
 طب انا خلصت كل الشغل المطلوب مني ..اقدر أمشي بقي 
فأشارت لها مني نحو غرفة جاسم 
 وأفرض سأل عنك 
فأحتقن وجهها وهي تطالع غرفته ټضرب كفوفها ببعضهم 
 أدخله دلوقتي انا ازاي .. والليدي رفيف هانم جوه
فضحكت مني وهي تتذكر أمتعاض مهرة من تعامل رفيف معها بكبر
 يبقي أستني لما تخرج من عنده .
فقطبت مهرة حاجبيها بضيق 
 وأستني ليه انا هدخله.. من حق اي موظف ياخد أجازة مش انصراف مبكر من العمل 
فطالعت مني الاوراق وهي تبتسم 
 الطريق لجاسم الشرقاوي فاضي قدامك ..أدخليله 
ففردت مهرة جسدها بثقه ..ووقفت أمام غرفته وطرقت الباب ودخلت 
ثم سقطت أرض بعد ان تعرقلت قدميها .. لتصدح صوت ضحكات رفيف 
فنهض جاسم من مقعده فزعا وأقترب منها يمد لها يده 
 انتي كويسه يامهرة
فرفعت عيناها نحوه ونظرت ليده الممدوده وكالعاده نفرت مساعدته ..ونهضت وهي تنظر لرفيف پغضب 
 خصلت كل الشغل المطلوب مني .. ممكن اخد باقي اليوم اجازه 
فنظر جاسم ليده الممدودة بحنق من افعالها وزفر انفاسه وهو ينظر للوقت فوجد الساعه تقترب من الثانية عشر ظهرا وعندما شعر برغبتها في المغادرة بعد حرجها من سقوطها
 مافيش مشكله يامهرة تقدري تروحي 
وأنصرفت دون كلمه بعدما رمقت رفيف بنظرات حانقه ..لتنهض رفيف من مقعدها 
 لا أصدق أنك تجعل هذه الفتاه مساعده لك جاسم 
الا تري هيئتها
ولوت شفتيها بأمتعاض وهي تعبث بخصلات شعرها 
 رفيف انا في الشغل بأحترم موظفيني بذكائهم مش شكلهم ولا لبسهم 
وتخطاها وهي يعود لمكتبه
 روحي كملي شغلك 
فأبتسمت وهي تقترب منه ..تجلس على حافة مكتبه 
 سنسهر سويا اليوم أليس كذلك
فأبتسم جاسم... فرفيف ذات سحر طاغي بأنوثتها
ووجدها تنحني نحوه تطبع علي وجنته قبلة سريعه ثم أبتعدت عنه
 اذا أراك بعد دوام العمل 
...................
كل شئ في المنتجع أصبحت تجربه هي وجواد .. ما يريده جواد ينفذ علي الفور ..
نظرت إلى القاعه الضخمه وشاشة العرض ..
وتقدم أمامهم أحد الموظفين بأحترام 
فأخذت ورد تجول بنظراتها في المكان..جواد امس اراد ان يذهب للسينما ويحضر أحد أفلام الخيال العلمي ويأكل الفشار 
وعندما أخبره كنان أنه يستطيع ان يري الفيلم في الجناح علي شاشة التلفاز ويصنعوا له الفشار ..رفض بطفوله واصر ان يري الفيلم بالسينما 
وكانت القاعه المخصصه للسينما في المنتجع لاول مرة تفتح بعد ان تم تجهيزها 
وأبتسمت ورد بأرتباك بعدما جذبها جواد من يدها كي تنتبه ..
ووصلوا للصف الثالث وجلس جواد بسعاده علي المقعد المريح وقدميه لا تصل للأرض يحركهما بمتعه ويصقف بيديه بحماس منتظرا عرض الفيلم والفشار والكولا 
وأبتسم كنان بحنان وهو يراه بتلك السعاده 
ونظر إلي ورد فوجدها تفرد المقعد ثم جلست بخجل علي يمين جواد 
 اجلس هنا خالو
وأشار الصغير نحو جهة اليسار .. فجلس كنان وهو يشير للموظفان بأن يبدئوا العرض 
وأنطفئت الأنوار وبعد دقائق بدء الفيلم يعرض ..واحد الموظفين اقترب بعلبتين من الفشار بجانب الكولا 
كنان أعد كل شئ من أجل جواد وهذا ما كان يجعل ورد ټغرق بحبه أكثر حنانه جميل وعجيب يصبح كالطفل مع جواد رغم أنها تعلم شخصيته الجامده وتعامله الصارم مع موظفينه ولطافته التي يخصها بها ماهي الا 
وأبتسمت وهي تجد قلبها يرسم الأحلام وقد نسيت أنه قديما قد رسم وحلم وانكسر 
وحدقت بالفيلم واسترخت بجسدها فالمكان رائع بشده ...واختلست النظرات نحو جواد 
فوجدته يأكل حبات الفشار ومندمج مع الفيلم وتمتمت داخلها
 طفل وبيتفرج علي افلام خيال علمي .. وانا اللي بتفرج علي برامج الاطفال 
وفاقت علي يد جواد يربت على يدها يحثها علي الأنتباه
 أنظري ورد .. أريد ان أصبح رائد فضاء مثل هذا 
فأبتسمت على حماسه المحبب وتمنت ان يكون لها طفلا مثله ذات يوم
ونظرت نحو كنان بعد ان حاربت كثيرا رغبة قلبها في النظر إليه ..فوجدته يعبث بهاتفه وكأنه ليس معهم
فشعرت بالأحباط وعادت تركز في مطالعة الفيلم ولا تعلم ان كنان يركز معهم ... وابتسم وقد رأي نظرتها الأخيره نحوه .. فقد قرر ان يلعب قليلا معها
 سنري ورد الي متي الهروب 
كان يحادث نفسه وهو يبتسم وعادت ورد تختلس النظرات نحوه ..فوجدته يبتسم وهو يعبث بهاتفه 
فأصابها الأحباط مجددا فيبدو أنه لا يطيق تلك الجلسة ومندمج مع شئ آخر 
ومر الوقت واندمجت ورد مع الفيلم وقد أصرفت فكرها عنه ..وأخذت تأكل من علبة الفشار بتلذذ
وتستمع الي حماس جواد 
ونهض كنان من مقعده بعد ان رن هاتفه وهتف بالمتصل
 دقيقه وسأكون معك 
وصعد الدرجات برشاقة نحو باب الخروج .. فألتفت ورد تنظر لأثره ثم عادت تطالع الفيلم وهي تزفر أنفاسها بفتور 
ومرت الدقائق الي ان وجدت يد بجانب يدها داخل علبه الفشار ..فسحبت يدها سريعا ونظرت الي من يجاورها ..فوجدت كنان يأكل حبة الفشار متمتما
 رائع 
فأرتبكت ورد ومدت له علبه الفشار ليأخذها
 تفضل
فأبتسم كنان وهو ينظر لوجهها المتورد من الخجل 
 سنأكل سويا ورد 
فأزداد أرتباكها ونظرت نحو جواد فوجدته مندمج بمطالعة أحداث الفيلم 
 ورد 
فألتفت نحوه بخجل ثم وضعت علبة الفشار علي حافة المقعد بينه وبينها 
ليضحك كنان بمتعه ..
 لا أفضل تلك الأفلام
فأبتسمت وهي تخبره
 وانا أيضا 
فسألها كنان بأهتمام عن نوع الأفلام المفضله لها وقد ظن أنها تفضل الأفلام الرومانسية ولكن 
 احب الأفلام التاريخيه 
وتابعت بحماس
 الحروب والخيل والسيوف 
فأتسعت أبتسامة كنان وهو يتأملها بمتعه وشغف
.....................
أنهت مهرة لقائها مع المرأه التي جات إليها توكلها في أمر قضية زوجها ..وجلست علي مقعدها بأسترخاء ثم تأوهت بآلم
 انتي فاكره الكرسي الخشب بتاعك زي كرسي جاسم الشرقاوي
وأعتدلت في جلستها تسجل عنوان الشركه التي كان يعمل بها زوج تلك السيده وقد حدثت له إصابة عمل ولم يحصل علي تعويض وطردوه من عمله
ليردف اليها شيكا كأس الشاي وهو يتسأل 
 هتساعديها ياست الأستاذه 
فأبتسمت مهرة وهي تأخذ منه كأس الشاي تتذوقه بمتعه
 تسلم أيدك ياشيكا
وجلس شيكا أمامها وهو يخبرها بظروف تلك المرأه 
 متقلقش ياشيكا هساعدها 
ليتسأل شيكا بقلق من أمر المال
 بس هي معهاش فلوس .. ديه ست علي حد حالها
لتنظر مهرة لعنوان الشركه متمتمه
 قولها متقلقش من حاجه
فطالعها شيكا بأرتياح بعد ان علم أنها
 

تم نسخ الرابط