فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
المحتويات
إنك جارية في بلاطي وملك يميني وأنا أريدك فلا مانع في ذلك والكثيراات من الجواري يعرفن ذلك لكنك تخشين أن يحدث أتعلمين لماذا يا صغيرتي
لم تجيب عليه لكنه لم يبالي وتقدم حتى باتا وجها لوجه معا فقال بوضوح
تحسبا لعودتك لديارك.. أو بالأحرى هربك.. لأنك لم ولن تتخلي عن فكرة الهرب وستعيدي المحاولة ألف مرة حتى لو فشلتي في كل مره إلى أن تجي ذات مره أنتي تعيشين على هذا الحلم وتلك اللحظة وذلك هو سبب وقوفك على قدميك
حتى الآن.
كان يتحدث بثبات وهي كذلك أمامه ثابته رغم كلامه الصحيح مئة بالمئة فردت بصوت وضح فيه الإباء وعزت النفس
وهل تكره أن ترى إنسانه تحيا على أمل الحرية والكرامة
لمعت عيناه لثواني لكنه وئد تلك اللمعه في مهدها و قال
إظن ظني صحيح.
صحيح.
نظر لها پغضب من ثباتها إمامه فهددها
سأضعك بالسجن.
ضعني.
ربما ذلك أفضل لي
أهتزت شفتيه من شدة الغيظ وصړخ
فتح أحد الحراس الباب يحني رأسه تحيه للملك الذي قال
خذها من هنا...هيااا.
لكنها تحركت على الفور قبلما يتقدم الحارث أو يسحبها وخرجت وحدها بأتجاه العوده للحرملك تاركه الملك ورائها ينظر على تصرفها الأبي پحقد ولم يجد له متنفس سوى ضړب المنضدة المجاورة له فسكتت من
عليها الكؤس والمزهرية و الورود.
في الحرملك
لكن سوتي تقلبت على فراشها لتبصر رنا وقد عادت نظرت حولها لتفطن الساعه ثم قالت
لم تتأخر عنده...هل تردها كحال كل الفتيات!
ظلت تكفر بتمعن تربط الخيوط ببعض ملاحظة بدقه لتعابير الڠضب و السخط المرتسمه على ملامح رنا لتوقن بإجابة واحدة..
تقدم ناحية المطبخ بوجه محتقن وبصوت عاصف نادى
إلتفت له مجفلة فسأل بحدة
محمود كلمك
استغربت سؤاله وردت
لأ.. ايه اللي فكرك بيه
أخويا ...مش هينفع أنساه..بس هل أنتي نسيتيه
نظرت له بتمعن لثواني ثم قالت
لأ
نعم!
تركت حورية كيس الذرة من يدها والقت المعلقة پغضب ثم ردت بشئ من الحدة
هو إيه إلي نعم زي ما تكون مستغرب مثلا
أنتي كمان بتعلي صوتك
مانت بتعلي صوتك عليا.
أغلق فمها وفمه كذلك...أنخرسا...فقط أتسعت عينا كل منهما ... كانت لحظة مضيئة توقف كلاهما عندها ..
وما كان منه إلا أن أنسحب من المطبخ وتركها تقف متسعة العين انفاسها مسلوبة تفكر فيما قيل منذ ثواني لتجفل مجددا على صوت إغلاق باب الشقه لتفطن أنه قد ترك الشقه وبهذا الوقت المتأخر .
نزل زيدان درجات السلم بهدوء وتروي يتمنى ألا يراه أي من والديه أو أبناء عمه وعلى ما يبدو أنه قد نجح وخرج من المنزل دون أن يشعر به أحد.
ظل يسير دون هدف يفكر فيما حدث وما صار وما أراده ولما تشاجر معها من الأساس وإلى أين أنتهى الأمر...لقد أخبرها إنه زوجها حينما أحتجت على رفعه لصوته عليها.
قالها وكأنه يبرر كل تصرفاته بها أنا جوزك وكأنه هكذا أمتلك الحق لأن يفعل بها أي شيء إن يرفع هو صوته وهي لا تفعل لأنه زوجها .
فكرة أنه يعتبر نفسه زوجها وهي زوجته من الأساس توقفا عندها
ظل على مشيه يهيم في الشوارع حتى وصل للقهوة التي أعتاد أن يجلس عليها مع أصدقائه كان سيمر متجاوزا إياها يتمنى ألا يكن عليها أي من أصدقائه فلا ينقصه أسئلة و إستفسارات سخيفه الآن بالتحديد.
فمر سريعا بخفه كي يجتازها لكن اوقفه صوت صديقه العالي يردد بتفاجئ
زيدان أيوه ده زيدان... والنبي هوو...واد يا زيدان.... أنت ياولاااا.
تمتم زيدان بسره
صالح ... الله يخربيتك.. هو أنا وقعت في ايدك أنت...مش هسلم منك أنا عارف.
حاول التظاهر بعدم الأنتباه له واستكمال سيره بسرعه لكن صالح رفع صوته اكثر وأكثر حتى انتبه بقية الشباب الجالسين يتسامرون على القهوة في هذا الوقت المتأخر من الليل.
وصدح صوت صالح
واد يا زيدان...خد يا ولا... خد تعالى.
فلم يجد زيدان بد من أن يلتف له ويذهب إليه.
تقدم منه يحيي الشباب ثم جلس أمام صالح الذي قال
تعالى يا عريس..مالك كده واخد في وشك وطالع... ايه...عامل مش سامعني بس على مين كنت هجيبك هجيبك
صالح بقولك
إيه... وحياة أبوك مش طالبة أطلب لي واحد عناب وحجر قص ألا أنا دماغي مش فايقه.
ضحك صالح وقال
وايه إلي شاغل دماغك بس يا معلم زيدان.. ده أنت حتى عريس جديد.
صفق صالح بكفيه ينادي صبي القهوة الذي حضر يردد
عنيا يا معلم صالح
واحد عناب وشيشة للمعلم .
صمت قليلا ثم قال
بس خليها تفاح....ثم ضحك
زجره زيدان يقول
قص قولتلك.
أسبل صالح عيناه يردد بهيام
القص حامي على صدرك يا سيد المعلمين..التفاح خفيف ولا نخليها نعناع.. أهو حتى ريحتها حلوة..القص شديد...ههههعععهععع.
وقف زيدان محتج
ده أنت بارد يالا.
طب أقعد بس.. أنت من أمتى بقيت
قماص كده..أقعد.
ثم نظر للعامل وقال
واحد عناب وشيشة المعلم يا دقدق.
عنيا حاضر.
غادر دقدق وبقى صالح ينظر على صديقه بتدقيق ثم قال ببعض الجدية
مالك بقا...مغمقها ليه ده انا قولت النحس
متابعة القراءة