روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


فرحة سابقا أتجهت إليهما بينما القت سلمى التحية على يوسف وفرحة التي قالت بشغف
أنت صاحبة مريم الأنتيم مش كده
قالت سلمى وهي مصوبة نظرها إلى يوسف جدا يا فرحة. أنا ومريم أخوات من زمان.
أشاح يوسف بوجهه بعيدا عنها بتقزز وهو يزفر بقوة وفي الطريق كانت مريم تجلس في الخلف وتنظر من الحين لأخر نظره خاطفه ل يوسف الذي تكلم بدون سابق أنذار قائلا

هي صاحبتك من زمان
قالت مريم بانتباه لا مش من زمان أوى. من ساعة ما دخلت الكلية بس
هز يوسف رأسه في صمت فقالت مريم ليه في حاجة
قال بلا
مبالاة لا أبدا. مجرد سؤال
ها يا ستى خلاص صافى يا لبن
نظرت له هند بحب وقالت خلاص سماح المرة دى.
رفع يديه للسماء هاتفا بمزاح اللهم لك الحمد
نظرت له وكأنها تدرسه وقالت ببطء أنت بتحبنى بجد يا عبد الرحمن
تانى يا هند. أرحمينى بقى. قلتلك بحبك والله بحبك ولو مش بحبك خطبتك ليه يعنى. كنت فاضى ومش لاقى حاجة اعملها قلت أخطب شوية ولا أيه
مطت شفتيها بعذوبة متسائلة طب ليه مش عاوز تحدد معاد كتب الكتاب
قال بنفاذ صبر قلتلك أصبرى شوية لما موضوع ولاد عمى ده يستقر كده. وبعدين هفاتح بابا في الموضوع.
نظرت إليه نظرة جريئة كما تعلمتها من أختها علا وقالت لا يبقى أنا بقى موحشتكش
صرف نظره عنها وأكمل طعامه في صمت وكأنه لم يسمعها مما استفزها فقالت يبقى أنا فعلا موحشتكش ولا هوحشك
ألقى عبد الرحمن الملعقة على المائدة بعصبية وقال هند. أنت كده هتخلينى أغير رأيى فيك. أنت أيه اللى حصلك! بقيتى تعملى حركات غريبة كده. أنت مكنتيش كده يا هند!
قالت مدافعة بحراج أنا كان قصدى يعنى أنك تهتم بيا شوية مش أكتر
قال عبد الرحمن دون أن ينظر إليها كلى يا هند خالينا نرجع الشركة
فى المساء التف الجميع للعشاء حول المائدة الكبيرة ونظرت عفاف إلى زوجها قائلة عارف يا حاج حسين. إيمان صممت تنزل شغلها النهاردة
نظرحسين إلى إيمان قائلا بتساؤل أنت بتشتغلى يا إيمان
أومأت إيمان برأسها وقالت أيوا يا عمى بشتغل في مدرسة قريبة من شقتنا القديمة.
رفع حاجبيه بتعجب قائلا روحتى المشوار ده كله ورجعتى لوحدك
قالت إيمان بابتسامة وفيها أيه يا عمى أنا بركب مواصلات عامة متقلقش عليا
أظن يابنتى خلاص مفيش داعى للشغل بعد كده
ابتسمت مجددا وهي تقول بثقة وهدوء ياعمى أنا مش بشتغل علشان الفلوس مع أن ده سبب من أسباب الشغل لكن الأساس انى بحب مهنة التدريس للبنات أوى وبحس أنى بعمل حاجة مفيدة. مبحبش ابقى قاعدة كده.
تابع حسين تناول طعامه بعد أن قال عاوز أتكلم معاكى شوية يا إيمان ابقى تعاليلى أوضة المكتب بعد العشا
وبعد العشاء دخلت إيمان خلف عمها وأغلقت الباب أشار لها أن تجلس بالمقعد المقابل لمكتبه فقالت
خير يا عمى
أستند إلى سطح مكتبه وقال بهدوء إيمان. أنت دلوقتى بقيتى زى فرحة بالظبط عندى. أنا عاوزك تكلمينى زى أبوكى متكسفيش من حاجة
أومأت إيمان برأسها وأنتظرته يتحدث فقال أنت ليه مصممة على الشغل يابنتى.
رفعت كتفيها واخفضتهما وهي تقول ببساطة زى ما قلتلك ياعمى انا بحب شغلى
بس انا متأكد أن ده مش السبب الرئيسى
صمتت إيمان فاستكمل حديثه قائلا أم عبد الرحمن قالتلى انك صممتى تتغدى في شقتك فوق ليه كده يابنتى
أجابته بخجل قائلة بصراحة ياعمى انا مبحبش أتقل على حد. ده طبعى وبعدين يا عمى بعد أذنك أحنا وافقنا نعيش هنا لكن هنفضل نشتغل وتبقى لينا مصاريفنا الخاصة زى ما كنا.
نظر لها بتركيز وقال للدرجة دى شايفانى غريب عنكوا يابنتى
مش قصدى والله يا عمى لكن معلش سبنا على راحتنا
هز رأسه متفهما وقال وطبعا ده رأى إيهاب كمان. علشان كده رفض يجى يشتغل معايا في الشركة
صمتت إيمان فقال متابعا عموما يابنتى أنا مش عاوز اضغط عليكم في حاجة. بس أنا مش مستريح كده ولو على الشغل وأنك عاوزة تحسى أنك بتعملى حاجة تعالى اشتغلى معانا.
استشعرت حنانه ودفء حديثه فقالت بتفهم ياعمى اشتغل معاكوا أيه بس. انا مليش في شغلكوا خالص وبعدين انا بحب شغلى ومش ناوية اسيبه
أنهت كلمتها ونهضت واقفة تستأذنه في الإنصراف سمح لها بالمغادرة وجلس شاردا في غرفة مكتبه يبحث عن مخرج مناسب.
فى صباح اليوم التالى دخلت هند مكتب الحاج حسين وعرضت عليه ملف أحدى الموظفات في الشركة وهي مديرة مكتب يوسف نظر الحاج حسين إلى الملف وقال لهند
عملت أيه الموظفة دى
قالت هند بحنق ضيعت ملف مهم جدا يا فندم. والأستاذ يوسف اضايق أوى وبيستأذن حضرتك في نقلها مكان تانى
أمسك قلمه الخاص وذيل الملف بتوقيعه ليتم نقلها مكان آخر ثم وضع القلم قائلا في حد هيمسك مكانها
انا هقوم بشغلها لحد ما نعمل أعلان.
تقومى بشغلها ازاى ده هيبقى مجهود كبير أوى. كده مش هتبقى مركزة كفاية في شغلك هنا
قالت هند باستسلام مفيش حل تانى يا فندم.
ثم استدركت ببطء قائلة ياريتنى كنت اعرف حد ثقة كانت هتوفر علينا الأعلان والوقت الطويل اللى هيضيع ده كله
نظر إليها حسين في تفكير فلقد وجدها الفرصة المناسبة التي كان يبحث عنها ثم قال طيب سيبى الأعلان ده لحد بكرة.
وفى المساء جلس إلى إيمان ومريم في شرفة شقتهما وعرض الأمر على إيمان فرفضت قائلة
ما انا قلت لحضرتك قبل كده يا عمى انا ماليش في شغلكم
ردت مريم بسرعة قائلة ينفع انا ياعمى
نظر لها بدهشة وقال بس انت لسه بتدرسى يا مريم هتوفقى ازاى بين الشغل والدراسة
قالت مريم بشغف أنا هعرف اوفق يا عمى سبنى اجرب علشان
خاطرى
هز كتفيه قائلا باستسلام خلاص زى ما تحبى. تحبى تبدأى من بكره
هتفت بسعادة أتفقنا.
الفصل السابع
دلف إيهاب من بوابة الحديقة عائدا إلى المنزل بعد صلاة الفجر وأثناء سيره شاهد فرحة أعدت أدوات الرسم الخاصة بها وبدأت في رسم منظر شروق الشمس
أتخذت فرحة موقعا مميزا وهي تضع لماستها الفنية لأشعة الشمس وهي تنتشر وتتخلل بين أغصان الشجر وبين أحواض الزهور وبتناغم بين الألوان وباستخدام دقيق لدرجاتها جسدت خيوط الضوء وهي تتسلل غير مبالية من خلف خيوط الظلام لتتكون لوحة فنية رائعة تشعر معها بالدفىء.
لم يشعر إيهاب بنفسه إلا وهو واقف يتأمل هذه اللوحة المعبرة قائلا الله
تفاجأت فرحة بوجوده في هذا الوقت واستدارت في سرعة كادت أن توقعها هي وأدواتها تراجع هو خطوة إلى الوراء وهو يشير لها أن تهدأ قليلا وهو يقول
أنا آسف والله مقصدش أخضك كده
وضعت فرحة يدها على قلبها من أثر انتفاضتها وقالت أنا اللى آسفه معلش أصلى كنت مركزة أوى.
تمعن إيهاب في اللوحة مرة أخرى عن قرب قائلا حقيقى أنت موهوبة يا آنسه فرحة
أبتسمت فرحة بسعادة وقالت بجد. حقيقى والله
أومأ إيهاب برأسه مؤكدا حديثه وهو يقول إلا حقيقى ده أنا حسيت بالدفىء وأنا ببص على اللوحة كأن أشعة الشمس وصلانى منها
راقب خجلها وهي تقول متشكره أوى. الحقيقة دى شهادة أعتز بيها جدا
ثم رفعت رأسها متسائلة هو انت كنت فين دلوقتى
كنت بصلى الفجر وقعدت شوية في المسجد أقرأ الورد بتاعى بعد الصلاة
أبتسمت وقالت تعرف
 

تم نسخ الرابط