رايحه تشتكي لعمي
المحتويات
الأرض بين الاوراق بلهفة تخشي قدومه في أية لحظه
زفرت أنفاسها وقد فقدت أملها في ان تجد العقد
وده العقد فين انا متأكده ان الارض متبعتش لحد..
بحث في باقي الغرفه الي ان يأست... أعادت الصوره لمكانها كما اعادت كل شئ ..
وأنسحب من الغرفه تعود لغرفتها ټضرب كفوفها فوق الفراش
كده حامد هيطلقني... منك لله يافتحي ضيعتني معاك
لقيتي العقد
ملقتش حاجه... فتحي حويط وانت عارفه كويس
وارتعشت اوصاله تسمع صراخه وتهديده الذي يؤرق مضجعها كل ليله
طلاقك قصاد الأرض يالطيفه وابقى خلي اخوكي ينفعك
حامد فتحي ضحك عليا
لم ينتظر منها سماع المزيد لتلطم فخذيها تتحسر على حالها
لا ياحامد مش بعد كل اللي عملته تروح مني... انت بتاعي انا وبس
جمعت أوراقها وكتبها بعدما شعرت بخطواته تقترب منها... اتخذت غرفتها عزلا لها بعد ماحدث.. هو اعتبر مايقدمه له احسانا وهي قررت أن احسانه سيأتي يوما وترده له ولكن لا بأس أن تتحمل قسۏة ما يمنح لها حتى يكون دافع لها بأن تصل إلى ما ترجو
وهي تجمع أوراقها وتتحاشا النظر اليه
سارت نحو غرفتها بخطوات سريعه ولكن وقفت وهي تستمع لصوته الذي زاد فوق قلبها آلما
عهد
تجمدت في وقفتها تغمض عينيها بقوه تذرف دموعها
انا عارف اني طلعت ڠضبي عليكي... اعذريني چنوني زاد لما عرفت عاصم اتجوز
افتكرت خديجه ڠصب عني
طالع ظهرها بحسره ينتظر سماع صوتها ولكنها ظلت واقفه بمكانها لا تقوى على إكمال خطواتها ولا تقوى على الالتفاف نحوه
ده بيتك ومن حقك تطلع غضبك فيه... الخدم بيستحملوا ڠصب اسيادهم عليهم عشان لقمه العيش... وانت مش مديني لقمه عيش بس انت بتصرف علي تعليمي ولبسي ومعيشني في بيتك ومتجوزني وموقف حياتك عليا.. فعندك حق
اوعي تقولي كده ياعهد... البيت ده بيتك زي ماهو بيتي
وضمھا اليه بقوه يسمع صوت شهقاتها الخافته ولأول مره يعرف انها باتت غالية بشدة على قلبه
انا كنت عايزه احس اني بنت... كلكم بتحرموني من اي احساس بحبه ليه بتعملوا فيا كده
وابعدها عنه برفق عندما وجد صوت شهقاته تتعالا
انا جبتلك حاجات حلوه كتير هتعجبك
وغمز لها حتى يراضيها فيومين خصام لم يتحملهما مبررا لحاله انه اعتادها بحياته كما يعتاد المرء بعض الأشياء
جبتلك حاجات بنات كمان
احتلي الخجل ملامحها تطرق رأسها أرضا
انا خلاص مش عايزه غير اني أنجح... كفايه اللي بتدفعوا ليا
جذب ذراعها نحو الحقائب عندما لم يعجبه حديثها
الشنط ديه تاخدي تقيسي كل اللي فيها وتفرجيني...
كادت ان تتحرك شفتيها معترضه لتجد اصابعه فوقهما يحذرها
مش عايز اسمع اي كلمه تانيه
ثوب وراء ثوب كانت ترتديه حتى يعاينه بعينيه... ومع كل ثوب كان يفقد قدرته على ارضاخ عقله ان العلاقه التي تربطه بها ليست الا ميثاق ضمير وشفقه
ابتلع لعابه وهو يراها تدور أمام عينيه بذلك الثوب والسعادة تملئ قلبها
حلو مش كده
حلو ياعهد
لعڼ داخله سكرتيرته فقد أخبرها ان تجلب ملابس انثويه طفوليه وليس كما يرى أمامه
اقتربت منه بتوتر وقلبها يتراقص فرحا لارضاءها تعجب من اقترابها وصمتها
مالك ياعهد... في حاجه مش عجباكي
تصلب جسده وهو يراها تلقي جسدها بين ذراعيه
حتى لو افترقنا في يوم هتفضل أحسن راجل مر في عيني
فراق لا يعرف لما اهتز جسده من تلك الكلمه بل خشي حدوثها
نفض رأسه من أفكاره العجيبه التي بدأت تراوده هذه الأيام يبعدها عنه يتجاوز حديثهم
نستيني ميعاد المدرس بتاعك... قومي يلا غيري هدومك واجهزي
انتفضت مفزوعه تركض من امامه
محلتش الواجب
وعادت الضحكه لشفتيه وهو يرى أفعالها المجنونه
الصداع كان يضرب رأسها بقوة لا تستطيع تحمله... اربعه ايام مضت على زواجهم وهي تجلس حبيسة غرفتها تبكي على حالها
هبطت الدرج بخطوات مترنحة تغمض عيناها من شدة الصداع... فلم يعد لديها القدرة للتحمل
وقعت عيناها على احدي الخادمات وهي تتجه نحو المطبخ بصنية موضوع عليها كؤس الشاي الفارغه
اتبعتها تفرك عنقها بآلم لتتجمد قدميها تبتلع غصتها وهي تسمع الحديث الدائر بين الخدم
وهو عاصم بيه هيفضل حبيسها في الاوضه كده
الله يكون في عونه مش عارفه ازاي بيصحي كل يوم على وشها
لتهتف الأخرى وهي تكتم ضحكاتها
هو انتي شيفاه بقى طايق البيت.. ده علطول في غرفه الضيافه او عند حامد بيه
التمعت عين الخادمه الأخرى بضيقا مما تسمعه بعدما اغلقت مصحفها
حرام عليكوا اتقوا الله
امتعض وجهي الخادمتان فمالت احداهما على الأخرى
عارفه يابت يامجيده سمعت من كام يوم الحج محمود بيزعق فيه وهو اللي أجبره عشان يقعد في البيت اليومين دول عشان الناس متتكلمش ويقولوا ساب عروسته
مصمصت الأخري شفتيها تتذكر ملامح خديجة ورقتها التي سمعت عنها وقد رأت صورتها من مقبل في غرفة السيد أدهم
بقى بعد ماكان متجوز الست خديجه الله يرحمها يتجوز مسخ... ده سي عاصم شكله عمل حاجه في حياته وحشه
ڼار التهمت احشائها وقلبها لم تشعر بقدميها وهي تهرول نحو غرفتها عائدة لمسجنها
دارت حولها پضياع تذرف دموعها تلطم فوق صدرها من الآلم
ولم يزيدها مكوثها بغرفته إلا اختناقا..والحل أمامها لم يعد الا الهرب من هنا
ست ايمان.. ست ايمان
هكذا صړخ الرجل الذي يقف
على البوابه الخارجيه للمنزل يركض خلفها
الټفت إليه تلتقط أحد الحجارة الضخمه ترفعها صوبه
ابعد عني سامع
وعادت تكمل ركضها لينتبه الحارس ان دهشته من حالتها اضاعتها من أمامه ليسرع نحو دار حامد دون أن يفكر ان يلحقها
دفعه قويه دفعها عاصم لرجله ثم عاد يلتقطه من تلابيب عباءته
غبي... تجمع الرجاله وتقلب البلد عليه سامع
اقترب منه حامد يمسك ذراعه
اهدي ياعاصم وخلينا نفكر هتكون راحت فين
ارتدت إحدى المنامات الجديده التي ابتاعها اليها بسعاده... لم يحرمها من مشاعرها الوليدة التي عادت تزدهر داخل قلبها.. غفرت له مافعله... وهاهي تقف أمام الطاوله تنظر لما اعدته له من طعام بعدما حرمته لايام من طعامها الشهي
داعبت الرائحه أنفه وهو يغادر غرفته
اخيرا عهد هانم اتكرمت ورجعت تطبخلنا
اتسعت ابتسامتها وهي تراه ينظر بتلذذ نحو الطعام
تجمدت عيناه بعدما ارتكزت على جسدها... ابتلع لعابه يتجاوز خفقان قلبه
يلا خلينا ناكل
صوته خرج متعلثما يحاول ان يشيح نظراته عنها.. سكبت له الطعام وقد علق شعرها بأنفه فأبتعدت عنه تجذب خصلاتها جانبا
ازداد خفقان قلبه وهو يلعن داخله سكرتيرته... يعلم تماما ما يشعر به ولكنه يتجاهلها
ها الاكل عجبك
وبعدما كان الجوع يدب معدته فقد مذاق الطعام وهو يصارع رغبة عيناه في التهامها
وازداد الأمر سوء وهو يشعر بيدها فوق يده تشكره
شكرا على كل حاجه بتعملها معايا
ونهضت من فوق مقعدها تلثم خده..اجفلها نهوضه المفاجئ ينسحب من فوق مقعده... تطالع خطواته بدهشه فقد كان سعيدا برائحة الطعام
أغلق باب المنزل بوجهها... تنظر اليه لا تصدق ان والدها قد باعه ورحل... رحل وتركها وحيده لا مؤي ولا أحدا
أصبحت الدموع تعرف طريقها لتنساب فوق خديها تهتف بحرقه
حتى البيت مسيبتهوش... خليتني تحت رحمه الناس
تعلقت عيناها بأسورتها البسيطه الملتفه حول معصمها.. وشئ واحد يدور بعقلها ستبعيها وتعود
متابعة القراءة