نبضات تائهة
المحتويات
هذه المسكينه التي حاولوا أن يعوضها عن غيابه..
بكت كريمه والدموع تنهمر من عينيها بشده وهي تستند بذراعيها على المنضده وتضع راسها بين كفيها تبكي بحسره..
اما صفا وصبا يبكون في صمت على حال ابنة عمتهم واختهم الثالثة...
وقفت فهيمه مقيده ومغيبه تشعر ان قلبها يعتصر من القهر هي تعتقد انها كانت تعوضها...
هي لو كانت امراه من عائله غير عائله السيوفي لكانت واجهت مشاكل لا يعلمها الا الله ...
هي الي الان لم تنسى عندما تطلقت من زوجها دلفت اليها والدتها قالت لها
انتي الشال اللي على كتفك اتشال...
يعني بقيتي مسؤوله عن تصرفاتك وعن بنتك...
ظلت تهذى وهى تردد
دفنت نفسي عشانها... وفي الاخر تدوس على كل ده وتقول اني حرمتها من ابوها...
هتفت بصوت عالي وعصبيه
لا يا بنت بطني انا محرمتكيش من ابوكي...وهو اللي كان راجل مريض...
طول الوقت حاسس بنقص وحاسس اني انا اعلى منه...
عشان كده رماكي وراح اتجوز واحده من توبه تليق به ...
اخذت تدور حولها وحاله من الهياج تسيطر عليها هتفت باستهجان
قدامك الباب اهو روحي زوري ابوكي...
وخدي جوزك مش انكتب كتابك ڠصب عني بردو و بقيتي على ذمه راجل مسؤول عنك..
انسى امك بقى اللي تعبت عشانك واكملت وهي تضحك بسخرية ټضرب كف بالآخر
لا تعبت ايه هي متعبتش عشانك في حاجه طلعت في الاخر ظلمه حرمتك من ابوكي العمر ده كله...
دخلت غرفتها اوصدتها پعنف واحساس القهر يسيطر عليها....
هي لا تعرف ماذا حدث الوضع انقلب
فى غمضة عين كانت سعيده فرحه بتقرب اخوها لها من بعد فرقه.. والجو العائلى كان يملؤه البهجه فهى قد اشتاقت للمة العيله..
ظلت ټضرب على صدرها لعل نبضاتها التائهه تستكين...
هو انا كده غلطت لما اقول
هروح اشوف ابويا ...
هو مش ليه حقوق عليا.. ذى ما انا كان ليا حقوق عليه وماما هي اللي ظلمته..
وانا عمري ما قلت لها الكلام ده..
هي كانت السبب في اني اتحرم منه وكلكم عارفين ده...
وعمري ما رضيت ازعلها ومش عايزها تزعل مني...
ليه بتعمل فيا كده يا تيته ليه ..
ظلت تبكي بحړقة وقهر..
سحبتها جدتها الى احضانها رتبت على ظهرها هاتفا
معلش يا قلبي الدنيا ظلمتك وظلمتها وده نصيبكم و قدركم انتم بتعيشوه...
اطلعي ارتاحي واللي فيه الخير هيعمله ربنا...
انسحبت من بين احضانها وهي تجفف دموعها..
صعدت الى غرفتها تبكي على حالها تحدث نفسها هل يجب ان تقص ل زياد ما حدث بينها وبين والدتها لكي يطيب چروحها ...
ام تظل تبكي على حالها وحيده من غير انيس ولا جليس ولا حبيب...
ظلت علي حالتها تتقافز نبضاتها بين اضلعها تائه فى بحور الذكريات حتي ذهبت في ثبات عميق..
دلفت لها صفا وصبا وجدوها نائمه تسطحا بجوارها من على اليمين وعلى اليسار يضموها بحب حتي تستيقظ وتجدهم ليطمئن قلبها ولو قليلا...
استكانت الأجواء من العاصفه التى خلفتها فهيمه ليذم جلال شفتيه وينظر الى والده باستغراب قائلا
معقول ياحاج لحد دلوقتي هى مش قادره تستوعب بعد السنين دي كلها اللي حصل لها...
استقام الحاج محمد وهو ينظر لهم بنظرات ذات مغزى علمها هو وكريمه والحاجه فردوس
مش يمكن جرحها لسه پينزف ومحتاجه چرح اقوى عشان تفوق من الوهم اللي هي فيه...
زي ما غيرها لسه مقدرتش النعمه اللي هي فيها...
دي حاجه في ايد ربنا..
وانا تعبت وربتكم بما يرضي الله..
وربنا فضل يبعت لكم فى رسائل عشان تتعلموا منها... بس انتم ماستوعبتوهاش....
فحب يلفت نظركم ببلاء خفيف... انتم مش مستحملينه...
يمكن عندكم ده كبير وفي نظركم ده مصېبه كبيره .. بس هي بلاء صغير من بلائات كبيره ..
ربنا العظيم بيقول لك انا موجود فوق لنفسك يا عبدي...
انت فوقت ولحقت مراتك وبناتك وابنك...
اما هي بقى لسه السکينه سرقها.. مسيرها تفوق...
بس اتمنى من ربنا ان ما تفوقش متاخر ...
صمت يسترد انفاسه قائلا
يلا يا حاجه تعالي علشان نقول اذكار المساء ونصلي ركعتين لله ربنا يهدى قلوبهم وينور بصيرتهم..
استقامت بصمت اخدها بخطوات متهدله يستند على كتفيها يضمها براحة يديه يطمئنها ويطمئن نفسه فوليفته انهكتها الأحزان ليغرق قلبها فى نبضات تائهه من الاسى والهوان...
فيلا الشاذلي
كان يونس ياخذ الممر ذهابا وايابا پجنون... لا يعرف ماذا يفعل في هذه المشاكسة الذي عشقها حد الجنون...
هل هذا عقابه علي غيرته عليها...
هو من يجعل الفتايات تنصهر من عشقهم له وتأتي هذه الفتاه الوحيدة التي تجعله أضحوكة أمام الجميع...
كان يعقوب يجلس ويشاهده وهو لا يصدق..
أيعقل أن هذا أخوه الذي يجعل من يقف امامه أو يتحداه يدور حول نفسه....
وهو من اطلق عليه عقرب التلاعب بالقانون يراه سيجن هكذا..
استقام واقترب منه اهدي يا يونس هي اكيد
متابعة القراءة