رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


أنكم أتفقتوا اليوم على القدوم سويا 
فنهضت سيلا وأقتربت منه تقبل وجنتيه وتداعب عنقه 
أشتقت اليك كنان 
فأزاحها جانبا واقترب من والدته التي لم تفاجأه بسؤالها 
صحيح أنك ستذهب لمصر انت وجواد 
....نظرت إليها مني بنظرات متفحصه ثم أشارت لها بأن تدخل لمكتبه .. لتسير مهرة من أمامها بوجه جامد 

ودخلت الغرفه التي سبق لها ان دخلتها مرفوعة الرأس ولكن اليوم هي أتيه تسمع شروطه التي ستجاهد على تقبلها كي تخرج شقيقها من ورطته
ووجدته يتحدث بالهاتف بأسلوب جاد وصارم .. فطالعها بنظرات بارده ثم أشار لها بالتقدم والجلوس إلى ان ينهى مكالمته 
وبعد دقائق كان يلقي هاتفه بأهمال فوق مكتبه
ويرخي من رابطه عنقه التي باتت ټخنقه 
وزفر أنفاسه بقوه ثم حدق بها بصمت 
شروطك 
فأبتسم جاسم وهو يستمع لنبرتها .. وجلس علي مقعده بأسترخاء وبنبرة متهكمه هتف 
يعني مش هتسيبي القانون ياخد مجراه .. وهتتحملي انتي غلطت اخوكي 
فصمتت مهرة للحظات وهي تهدأ من تسارع أنفاسها وتمالك ڠضبها 
أفتكر ان قولت تنازلك عن القضيه قصاده شرط 
وتابعت بجمود 
ياريت تقول الشرط 
فحدق بها جاسم قليلا وهو يطرق بقلمه علي مكتبه 
هتشتغلي هنا سنه كامله مساعده شخصيه 
وتابع ببرود 
شايفه كرم أخلاقي ..هخرج اخوكي من السچن وهديكي شغل في شركه مكنتيش تحلمي تشتغلي فيها لاء وكمان بمرتب متوقعش أنك بتاخديه من مكتب المحاماه بتاعك 
وهتف جملته الأخيره بتهكم... لتضغط علي راحتي كفيها بقوه 
مش عارفه من غير كرم أخلاقك العظيم كنا عملنا ايه 
فضحك وهو يري قسمات وجهها الحانقه .. ورفع سماعة هاتف مكتبه 
اتصل بالمحامي يجي عشان تمضي علي سنه عقد عمل انا المتحكم فيه واتنازل عن القضيه ولا 
وهتف بسخريه 
نسيب القانون ياخد مجراه ونحقق العداله 
فحدقت به ببرود وبهدوء قاټل 
أتصل 
فأبتسم جاسم بزهو وقد ظهرت أسنانه المصفوفه واخذ يطالعها وهو يحادث محاميه يأمره بالقدوم اليه
وقف يتأملها وهي ترضع الصغيران بأرهاق واقترب منها يطبع بقلبه دافئه علي رأسها 
فنظرت إليه بهدوء تتأمل ملامح وجه المرهقه من أثر العمل فيبدو ان جاسم يعاقبه علي طيشه السابق ويحمله فوق طاقته من عمل 
ووضعت صغيريها في مهدهما . وسارت خارج الغرفه يتبعها هو بعدها 
هتفضلي لحد أمتي بارده كده معايا 
فطالعته مرام ساخره ..ثم أتجهت للمطبخ تسخن الطعام في صمت... وكاد ان يقترب منها الا أنه قرر ان يتركها قبل ان يتشاجروا كالمعتاد ..فهذه هي حياتهم الماضي مازال عالق بينهم
.....جلست مهرة في محل البقالة تتذكر كل ماحدث اليوم معها .. وأخذت تحرك قدميها پغضب وتقزقز حبات اللب وتقذف قشره أرض .. لتدف ورد إليها بأكواب الشاي متسائله 
من ساعه ماجيتي من عنده وانتي كده .. مالك يامهرة ماالشرط اللي قالوا عادي 
وتابعت مازحه 
انا موافقه أروح أشتغل عنده ... ديه شركته كانت من أحلامي وأحلام شباب كتير 
فأخذت منها مهرة كوب الشاي خاصتها لترتشفه بصمت... وعادت تهز قدميها إلى ان 
سنه هقعد في خلقة الراجل ده سنه 
فضحكت ورد على تعبير شقيقتها .. لتقذف مهرة حبات اللب بوجهها 
نضفي المكان وأقفلي المحل بقي ..عشان تعرفي تضحكي تاني 
وانصرفت بخطوات حانقه وعقلها يفكر بالغد وكيف ستقف ند لجاسم الشرقاوي حتي بعد ان جعلها تحت رحمته بعقد عمل يتحكم بها 
.............خلع نظارته السوداء بعد ان هبط من سيارته أمام المنتجع الخاص بسلسلة مايملك في مجال السياحه بالكثير من البلاد 
وشرد في بداية إقناع عدي له بأن ينشأوا منتجع هنا وانه سيشرف عليه هو وهازان وقد تم شراء الأرض ووضعوا أساسيات المشروع الي ان وصلوا لنهاء نصف المنتجع ولكن الحلم قد توقف بعد ان توفوا 
الم أحتل صدره فقد أشتاق لرفيق عمره وشقيقته بشده 
ووجد جواد يجذبه من يده يحثه علي الحركه 
فأخفض رأسه أرضا يطالعه بحب 
هل أعجبك المكان 
فهتف الصغير بحماس 
أجل أجل 
ليبتسم كنان وهو يلتقط يداه الصغيره 
..
أشرقت شمس الصباح لتبعث الدفئ 
وقف يحتسي فنجان قهوته في الحديقه ببرود قاټل 
ثم نظر الي ساعه يده بتمهل 
ليدق هاتفه..فينظر إلي رقم المتصل 
صباح الخير 
فأبتسم جاسم وهو يستمع لصوتها 
صباح الخير رفيف
وسألها بدفئ 
أستيقظتي مبكرا اليوم 
فدعبت رفيف عنقها وهي تبتسم 
لقد اشتقت لك جاسم 
فتحرك جاسم للداخل ومازال يحادثها 
وانا أيضا
رفيف شقيقة أحد أصدقائه من كندا تعرف عليه وعلى عائلته حتي أصبحوا كالعائله ..فهم من أصول عربيه جزائرين الأصل ولكنهم عاشوا سنين بكندا ..فأصبحت كندا وكأنها موطنهم الأصلي 
حتى العربيه لا يتحدثون بها الا والدهم السيد عدنان
وألتمعت عيناه وهو ينهي حديثه معها 
وتنهد وهو لا يعلم إلي الان لماذا لم يتزوج ب رفيف رغم إعجابه الشديد
 

تم نسخ الرابط