رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
ولا تعلم لما أتي بها هنا ..اهذا هو عقابها الذي اخبرها به في المصنع
وتمتمت وهي تلعنه داخلها.. ولمعت عيناها بمرح وهي تنظر حولها
ليه مستغلش وجودي هنا .. وأتبسط شويه
وتركت لقدميها حرية التمتع بالمكان .. مكان مخصص لملعب التنس وآخر لركوب الخيل وآخر للركض وآخر للهو الأطفال .. ومساحات خضراء جميله الي ان أنتهي بها المطاف عند الجزء المخصص للجلوس وهي كافتيريا النادي
انزلت ساقها سريعا تستمتع حولها بهيئة الجالسين
حتى ان حديث البعض بدء يجذبها
منهن تقص لصديقتها عن ابنتها الجميله المثقفة فيبدو ان الأخرى لديها شاب مقبل علي الزواج ويريدون توفيق راسين بالحلال
حتى هنا بيشقطوا عرسان
ثم لفت أنتباهها لحديث أخرى تخبر صديقتيها
عن مافعلته في حفل خطبة حبيبها
وأخرى تحكي عن رحلتها لباريس
ورمت أذناها في الجهة الأخرى لتجد عصفوران من الكناريا كما شبهتهم تخبره بدلع عن اهانة والدته لها أمس لأن فستانها لم يعجبها
لتجد أحد عمال الخدمه الخاصه بالمكان يسألها تنتمي لأي من الأعضاء ... فرفعت عيناها بغرور مصطنع تهمس داخلها
نستغل أسمك شويه ياابن الشرقاوي
وهتفت وهي تعدل من هندام قميصها
جاسم الشرقاوي
مالك مش مصدق ..محسسني ولا كأني أعرف رئيس الدوله
فأبتلع العامل سخريتها .. فهو يعلم ان لاحد يدخل النادي الا برفقة عضو من أعضاء النادي ولكن هي برفقة جاسم الشرقاوي لا يصدق
يافندم مقصدش ..انا لازم أعرف انتي تبع مين من الأعضاء
ما انا قولتلك جاسم الشرقاوي
وأخرجت من حقيبتها كرنيه عملها في شركته
ليبتسم العامل مرحبا بها
منوره يافندم
لتطالعه مهرة بأستياء
ماكان من الأول
وتابعت وهي تنظر الي الطلبات التي تقدم للجالسين
خلينا في المهم .. عندكم ايه يتاكل ويتشرب
كان العامل يدون ماتطلبه وهو متسع العينين
هو في حد جاي مع حضرتك يافندم
لتستاء مهرة من سؤاله الفظ
لاء
وقبل ان ينصرف العامل هتفت بجوع
تجيب الأكل الأول وبعدين نوعين العصير وبعدين الايس كريم اللي طلبته وياريت تكون الشيكولاته اكتر من الكريمه
وأنصرف العامل وهو ينظر إلي ماطلبته ثم ألتف نحوها بتعجب واستدار مجددا ينفذ ماطلبت فجاسم الشرقاوي عضو مهم ولديه معرفة قويه برئيس مجلس إدارة النادي
وبعد نصف ساعه كانت طاولتها تملئها ماطلبته ..تأكل وتشرب الماء كي تبتلع الطعام إلي ان امتلئت معدتها .. وألتقطت بعض ورقيات المناديل وأخذت تمسح يداها وفمها... لتشير للعامل ان يحمل الأطباق ويأتي بنوعان العصائر الطازجه اللي طلبتها ..وأخيرا جاء وقت تناول المثلجات
ورغم شبعها الا ان عنادها معه جعلها لا تفكر بالنتائج
وتذوقت طعم المثلجات بتلذذ .. لتترك المعلقة بفزع عند سماع صوته
مبترديش على تليفونك ليه
وتابع دون ان يترك لها مساحة للرد
مفضلتيش واقفه ليه في مكانك
ونظر الي ما تأكل
شايف أنك بقيتي صاحبة مكان
وازاح أحد الكراسي ليجلس أمامها
فهتفت متسائله
خلصت أسألتك
وأخذت تجاوب علي أسئلته ببرود وهي تتذوق طعم المثلجات
مفضلتش واقفه ليه ..انت مش طفل عشان اخاڤ عليه
ليحتقن وجه جاسم وأراد ان يضربها بقبضة يده ولكن
وتابعت وهي تستطعم مذاق ماتأكل
مردتش على تليفوني ..عامله صامت أصل مبحبش الأزعاج وان بستمتع بوقتي
وتابعت وهي ترى الڠضب في عينيه
اما بخصوص المكان... من واجب رئيس العمل أنه يرفه عن موظفينه
لا يعلم كيف يرد عليها فالكلمات تقف بحلقه وهو يطالعها وهي تتحدث وتستمتع بمذاق ما تأكل
وألتمعت عيناه وهو يراها هكذا ... ولم ينجده من تأمله لها الا صوت أحد معارفه وقد كان صديق والده رحمه الله
جاسم مش معقول ..اخيرا طرقنا اتصدفت ياابن الغالي
ليقف جاسم بأحترام ويصافحه بحرارة ..لتتابعه مهرة بعينيها متعجبه من تحوله السريع
ونظر الرجل بعدها نحو مهرة متسائلا بمرح رغم كبر سنه
مين الحلوه ديه
وأقترب من مهرة يمد يده يصافحها ..لتنهض من فوق مقعدها بأرتباك ..لتصافحه وشعرت بالألفة نحوه
فأبتسم الرجل وهو يخبرها بهويته ..بعد أن أخذ جاسم دور المشاهد
انا عماد الراوي لواء متقاعد
لتهتف مهرة وهي تنظر لجاسم الذي وقف يطالعها بجمود كعادته
أتشرفنا يافندم ..وانا مهرة
وحدقت بجاسم بقوة
بشتغل عند جاسم بيه
فنظر عماد الي جاسم ببشاشة ومرح
وبيعملك كويس الولد ده ولا ديكتاتور
وعلي الفور ردت مهرة
لاء ديكتاتور
لتتسع عين جاسم من ردها ويضحك عماد بقوه
وهو يجلس على أحد المقاعد
وجلسوا يثرثرون .. وقد اندمج عماد مع مهرة التي كانت تمرح دون العادة وهذا ما أثار الدهشة لدي جاسم
سيادة اللواء هنا وكمان مين جاسم
لينهض جاسم مبتسما ..مصافحا ذلك الشاب
أزيك يامراد
وأنضم اليهم مراد بعد ان تسأل عن أحوال كريم .. وأحوال جاسم في العمل
وهتف جاسم بعملية
مش ناوي برضوه تيجي تشتغل معايا
فنظر عماد الي ولده الذي قد تخلي
متابعة القراءة