رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

 

 وانا ايه هوا... مافيش صباح الخير 
وأندمجت في مطالعة الحاسوب .. تنقر بالموس علي اي شئ الي ان ينصرف 
وشعرت بأقتراب خطواته منها .. ورفعت عيناها خلسة نحوه لتجده يحدق بها بجمود 
وبدأت رائحة عطره تغزو رئتيها .. لتبتلع ريقها بتوتر وهي متيقنة انه علم بهوية الفاعل 
وأنحني نحوها ..لترتبك هي أكثر الي ان أعتدل في وقفته

كانت مني تتابعهم بعينيها دون فهم
 عشاء العمل بتاع امبارح يامني يتخصم من مرتب الأنسه مهرة 
وتابع وهو يسير نحو غرفته 
 اتصلي بشئون العاملين عرفيهم .. كلامي يتنفذ مفهوم
لتتسع عين مهرة وكذلك مني التي لم تفهم سبب هذا القرار العجيب 
فنهضت من فوق مقعدها ..متسائله 
 وهيتخصم مني كام بقي 
فنظرت مني الي هيئتها ضاحكه وأخبرتها بجديه عن ثمن ذلك العشاء .. لتفتح مهرة عيناها على وسعهما 
 ده تمن شهرين شغل 
وتابعت وهي تتجه نحو غرفته حانقه 
 هو فاكر نفسه مين .. انا مش هشتغل ببلاش ومش هدفع حاجه 
ودلفت لغرفة مكتبه دون ان تطرق الباب ..لتجده واقف في منتصف الغرفة يعبث بهاتفه باحثا عن رقم ما 
وألتف نحوها پغضب 
 انتي فاكره نفسك فين 
وتابع وهو يشير إليها نحو الباب 
 بره ...ولا أعيد تاني 
ليحتقن وجهها وهي تتقدم منه 
 الخصم هيتلغي ... وانا مش هدفع تمن عشا ضيوف جنابك 
لتتجمد ملامح جاسم وهو يطالعها بتفحص 
 قراري هيتنفذ .. هتدفعي تمن اللي عملتيه أمبارح 
لاء وكمان هتقابلي المستثمرين وتفسحيهم في شوارع القاهره
وتابع بتهكم 
 أصلهم عايزين يشوفوا حياتنا العاديه .. وانتي أنسب واحده للمهمه ديه بما أنك عايشه في السيدة زينب 
لتبتسم مهرة وهي تمرر له سخريته... وطالعته كيف يقف بشموخ .. وأعتدلت في وقفتها كي تصبح مثله 
 ومش خاېف أكسفك معاهم تاني
فلمعت عين جاسم بقسۏة وهو يرفع أصبعه بتحذير 
 حذاري يامهرة تعملي تصرف ميعجبنيش
وتابع وهو ينظر لهاتفه الذي بدء يدق 
 اللعب معايا فيه خسارة .. وانتي جربتي قبل كده 
وأبتسم بسخريه قبل ان يشير إليها بالأنصراف 
 ياحضرت الأفوكاتو
...............
أرتشفت ورد من كأس العصير الذي أمامها وهي تتأمل تفاصيل البهو الواسع الخاص بالفندق 
فمنذ وصولها من ساعه وهي تجلس تنتظر جواد الذي خرج في نزهة مع السيد كنان كما أخبرها معاذ 
واليوم علمت من معاذ صحة ماسمعته امس بأن كنان خال جواد وليس والده 
ونظرت في ساعة يدها ذات اللون الطفولي بتنهد ... الي ان وجدت صوت جواد يعلو ويمسك بيد خاله ويقفز بسعاده 
فأبتسمت لهيئة الصغير الحماسيه في كل شئ يفعله 
ووضعت كأس العصير علي المنضدة التي أمامها 
ووقفت تهندم فستانها البسيط .. منتظرة ان يلمحها جواد 
وبالفعل قد رأها الصغير وتقدم نحوها مهللا بحماس  
 ورد 
وأشار لها بأصبعه أن تنحني نحوه .. لتفعل ورد ذلك بحب .. لتجده يهمس بأذنيها 
 لقد أكلت فول اليوم 
لتضحك ورد علي كلماته التي لها متعة خاصه.. وهمست مثله 
 وانا أيضا 
ليرفع جواد حاجبيه بطفوله 
 هل صنعت لكي شقيقتك طعام مثل أمس 
لتحرك ورد رأسها بنعم .. لتتسع عين الصغير متسائلا 
 ماذا صنعت 
كان كنان يقف يتابعهم بعينيه ولا يعلم بما يتهامسون فيه ولكنه شعر بالراحه لأندماج جواد مع ورد 
فأعماله ستبدء تتراكم ولن يصبح متفرغا للصغير 
وسمع ضحكات جواد وهو يمسك يد ورد 
 هيا بنا لبيت الوسائد خاصتنا 
قالها بطفوله ..جعلت ورد تضحك من قلبها 
 سنلعب لعبة السنافر 
وسارت ورد معه بعد ان ألتقت عيناها بعين كنان 
فأشاحت وجهها سريعا ... 
ليقترب معاذ من كنان متسائلا 
 ما رأيك بها سيد كنان 
لتظل نظرات كنان علي ورد جامده 
 مازالت تحت الأختبار معاذ
وأنصرف وطيف ضحكتها يقتحم مخيلته 
......................
جلس أكرم بجانب والدته يخبرها عن واجب ذهابها لمهرة وشكرها عما فعلته لشقيقه كرم 
فأمتعض وجه والدته وهي ترتشف من كأس الشاي 
 لاء وقولي كمان نعزمها ونجبلها هدية 
فنظر أكرم إليها  
 وفيها ايه يا ماما .. من حقهم علينا حاجات اكتر من كده 
ليزداد حنق والدته والتي هتفت بعلو صوتها 
 ياعزيز تعالا شوف أبنك عايز ايه
ومصمصت شفتيها بضيق .. وهي ټضرب فخذيها بكفوفها 
 في ايه مالك ياسهير
واقترب من زوجته يجلس جانبها يطالع أبنه متسائلا 
 زعلت امك في ايه ياأكرم 
ليزفر أكرم أنفاسه بقوه منتظرا رد والدته 
 ابنك عايز يركبني جميله مع بنت زينب .. ويقولي أروح اشكرها 
وتابعت وهي تنظر لزوجها 
 هو كرم ده مش أخوها .. ولا ايه ياحج
فنظر اليها عزيز بأرتباك .. ثم رفع عيناه على أكرم الذي نظر إليه بأسف .. فالكلمه الاخيره كالمعتاد وكما اعتادوا هم أيضا لوالدتهم 
 اللي امك تشوفه ياأكرم أحنا هنعمله 
ليتهلل أسارير سهير .. وأرتشفت أخر رشفه من كأس الشاي وهي تنظر لأبنها 
 عشان خاطرك أنت بس ياأكرم هروح انا وأبوك ليهم ثم تابعت بمكر 
 لتفتكر ان أمك وحشه ياحبيبي 
وتمسكنت في جعل صوتها يبدو ضعيف 
 طول عمري طيبه وقلبي حنين .. ولا انت ايه رأيك ياعزيز
لينظر اليها عزيز بخنوع ثم ينقل نظراته إلى أكرم الذي تمني داخله ان يرى والده يوما يخالف والدته الرأي .. ولكن الاجابه كانت كالعاده 
 طبعا ياام الولاد 
لتبتسم سهير بزهو وهي تربت علي كتف زوجها 
..................
ودعت ورد جواد
 

تم نسخ الرابط