رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


بعد برهة نحوهم علي صړاخ ورد بآلم .. فجواد دون قصد منه قد طرف عيناها بأصبعه 
فترك حاسوبه وتقدم منها بقلق
 مابكي ورد ..أرفعي وجهك 
وجثي علي ركبتيه امامها ..منتظرا ان ترفع عيناها ولكنها نهضت سريعا من أمامه وهي تضع بيدها علي عينها المتروفه
 انا بخير
ونظرت إلي الصغير مطمئنه
 لا تقلق جواد .. لا يوجد شئ 

فطالعها الصغير بأعين دامعه من خجله .. ليجد كنان نفسه مازال جاثي علي ركبتيه وقد نهضت من أمامه وكأنها تنفر أقترابه 
هذا الشعور الذي وصله ولكن هي تفعل ذلك كما تربت فهو الي الآن لم يركز انها محجبه 
وأعتدل في وقفته يطالعها بملامح جامده ..لينصرف بعدها دون كلمه 
لتحدق هي في خطاه بصمت 
........................
جلست مهرة علي أحد المقاعد المريحه تحتسي كأس الشاي منتظره إنهاء جاسم مطالعة وتدقيق الأوراق
ونهضت من فوق مقعدها بملل وهي تنظر لساعة يدها .. فجاسم يجلس امامها مركزا علي الأوراق يسعل ويضع منديلا ورقيا علي انفه 
أشفقت علي هيئته ولكن حتي وهو مريض ذو هيبه 
ورفع جاسم عيناه عن الأوراق 
 في حاجه يامهرة 
فأجابته بتلقائية 
 زهقت من القاعده الصامته ديه 
فأبتسم بيأس من لسانها الذي لا يراعي مع من يتحدث
وعاد لمطالعة أوراقه ..فأخذت تدور حولها بالمكان تزفر أنفاسها بحنق
 مهرة الفيلا عندك كبيره... أتسلي مع نفسك لحد ما اخلص الورق 
لتنظر إليه بتبرم .. وأنصرفت من أمامه تبحث عن أي شئ يسليها الي ينتهي من مطالعة الأوراق وترحل 
ومرت ساعه ولكنها وجدت متعتها في المطبخ مع الخدم ..جلست علي أحد المقاعد تثرثر معهم وتأكل من طبق الفاكهة الذي وضعوه أمامها 
 بس انتي لازم تطلقي منه يافوزيه ..بقي كل يوم علقة وبتصرفي علي البيت ويعمل فيكي كده .. ده ميتحسبش في سوق الرجاله بنكله
ليمتقع وجه المدعوة فوزية وقد أرتسمت علي ملامحها اليأس من حال زوجها 
 بحبه ياست الأستاذه ..
وضړبت علي موضع قلبها
 قلبي ده مش عارفه اعمل في ايه
لتحرك مهرة شفتيها بأمتعاض وهي تقضم ثمرة التفاح 
 يبقي تستهلي اللي انتي فيه يافوزيه ..خليه يضربك بقي 
ونظرت إلي مدبرة المنزل السيدة هدي 
 انتي ايه رأيك يامدام هدي 
فنظرت إليها هدي التي لم تشاركهم الحديث 
 معلش يابنتي أصلي سرحت شويه
فشعرت بأن تلك سيدة تعاني من خطب ما .. وحدقت هدي بمهرة طويلا 
 انتي فعلا محامية يابنتي 
فأبتسمت مهرة لها وهي تحرك رأسها
 منظري مايدلش انا عارفه 
وضحكت لتضحك فوزية معها 
وأنقضي الوقت سريعا .. لتسمع صوت جاسم يهتف بأسم أحدي الخادمات 
لتركض إليه الخادمه وعادت تنظر لمهرة 
 جاسم بيه بيسأل عنك ياأستاذه... 
لتلقط مهرة أحدي الجزرات وتخرج اليه وهي تقضمها ..لتجده يحمل الأوراق التي دققها
ونظر لها وهي تقضم الجزره 
 الورق خلص خلاص 
ليعطيها جاسم الأوراق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي هيئتها
 خلص يافندم
لتحدق به وهي تعلم بسخريته 
وأنصرفت حانقة ومازالت تقضم ماتأكل ولكن پشراسه
 السواق بره منتظر يوصلك الشركه 
وعندما ألتفت لتخبره أنها لا تريد خدماته .. وجدته صعد نحو الطابق العلوي بخطوات رشيقه 
....................
وقفت أمامه تطالبه بأن تعمل فقد ملت من وجودها هنا 
 كريم انا زهقت .. انا عايزه أشتغل لأرجع مصر انا وولادي 
لتضيق عين كريم وهو يسمع ټهديدها 
 ولو قولت لاء يامرام 
فلم تتمالك نفسها ..فالغربة أصبحت قاسېة عليها 
 يبقي هنزل مصر .. انا خلاص زهقت من حياتنا
وضحكت پألم 
 حياة أتبنت غلط ..حياة أتبنت عشان تمنع ڤضيحة عيلة الشرقاوي 
ودمعت عيناها وهي تطالع الرجل الذي أحبته ومازالت تحبه ولكنها مع حبها کرهت نفسها فأصبحت لا تشعر بشئ جميل بينهم يفعله
وأقترب منها ليضمها اليه ولكنها فجأته بأبتعادها عنه
.......................
وقف يطالعها والصداع يضرب رأسه بقوه ..فيبدو وجوده مع مهندسي المشروع اليوم في الشمس الحاړقة التي لا تشبه حرارة موطنه قد أثرت عليه 
كان معاذ يقف معها وجواد يسمك بيدها ..يعلم ان معاذ سيأخذهم ليتجولوا قليلا في المنتجع 
وعندما لمحها تبتسم بخجل لشئ قد قاله معاذ
ذهب نحو المصعد ليصعد لجناحه 
وهتف معاذ بمرح 
 مستعدين نتمشي شويه في المنتجع ..جو العصاري دلوقتي حلو اووي 
فرحبت ورد بالفكره اما جواد كالعاده متحمس لفعل أي شئ
وتذكرت ورد أنها لم تجلب حقيبتها من أعلي .. فهي فور إنهاء تجولهم ستغادر فلم يتبقي علي انهاء عملها الا ساعتين
 أستاذ معاذ ثواني هطلع أجيب شنطتي من فوق وراجعه 
فهتف معاذ من أجل ان يريحها 
 استني هبعت حد من الموظفين يجبهالك
فأبتسمت ورد بأمتنان
 انا هطلع أجيبها متتعبش حد 
وأنصرفت من أمامه لتصعد لأعلي 
وما ان وصلت للجناح وجدت كنان مسترخي علي الأريكة مغمض العينين 
فأرتبكت من وجوده ..وجالت بعينيها تبحث عن حقيبتها فوجدتها كما تركتها وتنحنحت بخجل
 سيد كنان
ففتح كنان عيناه بأرهاق 
 هل أنت بخير 
ليحرك كنان رأسه وهو يتحاشا النظر اليها 
ليجدها تقترب منه بقلق 
 لا تبدو انك بخير 
فتمتم بتعب 
 انا بخير ورد .. اعاني فقط من الصداع
فأشفقت عليه فهو يبدو بالفعل متعب
وألتقطت حقيبتها لتخرج منها قرص مسكن للصداع الذي تعجله دوما في حقيبتها
وأخذت كأس الماء الموضوع علي الطاوله هاتفة بأسمه مجددا
 سيد كنان
ففتح كنان عيناه ثانية ونظر الي يدها الممدوده.. لتخبره بأبتسامتها الهادئه
 مسكن للصداع 
فتناول منها كأس الماء والمسكن وابتلعه
 شكرا ورد
فأرتسمت شفتيها بأبتسامه ودوده
 العفو ..لم أفعل شئ لأشكر عليه 
فأبتسم كنان وهو يطالع ملامحها التي تشع خجلا لم
 

تم نسخ الرابط